أنت الآن في الثلث الثالث من الحمل! ويصل طول طفلك في هذه المرحلة إلى 40 سنتيمتر تقريباً ووزنه 1.5 كيلو غرام. وتستمر الدهون البيضاء بالتشكل لإعطائه مظهرًا أكثر امتلاءً وتخليصه من التجاعيد. وتعمل هذه الدهون على عزل أعضاء طفلك وتنظيم درجة حرارة جسمه بعد الولادة، كما تصبح مصدرًا للطاقة اللازمة لوظائفه الجسدية ولنموه.
ويبدأ دماغه في هذا الأسبوع بتكوين المعالم من نتوءات وتجاعيد ليصبح مشابهًا لعقل الإنسان البالغ قريبًا، إذ يكون أملس حتى الآن. لكن هذه التجاعيد توفر مجالًا لنمو المزيد من أنسجة المخ وخلايا الدماغ.
كذلك أصبح حجم طفلك الآن أكبر بكثير، لذا، لا تقلقي من عدم إحساسك بالركلات والحركات كما كانت عليه الحال سابقًا، فكل ما في الأمر أن طفلك لا يمتلك المساحة الكافية للقيام بهذه الحركات.
وفي حال لم يأخذ وضعية مقلوبة رأسًا على عقب التي تتطلبها عملية الولادة، فسيحاول الآن بالتأكيد الدوران لاعتمادها والاستعداد لموعد الولادة. ويكون جنينك محاطًا بلتر من السوائل وتقل هذه الكمية مع ازدياد حجمه حيث سيزداد وزنه نصف باوند كل أسبوع!
بدلًا من حك جلد بطنك المشدود، جربي تدليكه وترطيبه. ستواجهين في هذا الثلث أعراضًا مزعجة كتلك التي عانيتِ منها ي الثلث الأول من الحمل. فمع ضغط رأس طفلك على مثانتك، ترغبين في التبول بشكل متكرر. كما أن ثدييك سيمتلئان بالحليب استعدادًا لإرضاع صغيرك. وستشعرين بثقل وطراوة فيهما ومن الممكن أن يعود شعورك بالإعياء نتيجة لقيام جسمك بالعديد من المهام الصعبة مثل حمل ثقله.
ومن الأمور المهمة جدًا تناول الأطعمة الصحية ودمج العناصر الغذائية والفيتامينات المهمة التي من شأنها تزويد صغيرك بما يحتاج إليه خلال ما تبقى من الحمل والأشهر الأولى من حياته. وعلى سبيل المثال، فإن الحديد الذي تحصلين عليه عن طريق فيتامينات بعد الولادة والأطعمة الغنية بالحديد سيزيد من مخزون الحديد لديك ولدى طفلك حتى يبلغ عمره ستة إلى تسعة أشهر. ومن الضروري أيضًا أن تتناولي ما يكفي من الأطعمة الغنية بالبروتين، لأن هذا سوف يساعد نمو الخلايا السليمة لدى طفلك.
حتى لو لم تكوني من الأشخاص الذين يظهرون مشاعرهم، قد تجدين نفسك في الأسبوع الثلاثين من الحمل عاطفية أكثر في مواجهة المواقف. وستملأ مشاهدة الأفلام أو الأخبار عينيك بالدموع، إذ ستشعرين بانفعال من نوع جديد. وقد تؤثر عليك الأمور التي تتجاهلينها عادة. ويمثل هذا التحول الطريقة الفطرية لتليين قلب الأم استعدادًا لتقديم الرعاية لطفلها، ولا تعد إشارة لاحتمال معاناتك من اكتئاب ما بعد الولادة.
في حال شعرتِ بأي أعراض مقلقة فلا بد من استشارة طبيبتك في أقرب وقت ممكن.