لقد اجتزتِ نصف فترة الحمل تقريبًا. وأصبح حجم طفلك بحجم حبة البطاطس الحلوة بوزن يبلغ نحو 200 غرام وبطول يصل إلى 15 سنتيمتر تقريبًا. ويستعد جسمه للعيش في العالم الخارجي من خلال ممارسة عمليات الهضم وإخراج السوائل. فيبتلع السائل المحيط به والذي يمر عبر جهازه الهضمي من خلال المعدة والأمعاء. ويجتمع ذلك السائل مع الخلايا الميتة وإفرازات الأمعاء منتجًا مادة سوداء اللون تشبه القطران يطلق عليها اسم العقي.
وتبدأ أعصاب طفلك بتشكيل طبقة دهنية واقية حولها تسمى المايلين. ويعد بروتين المايلين مهماً لضمان تطور ونمو جهازه العصبي وعمل هذا الجهاز على نحو سليم بعد الولادة. ويتعلم طفلك في الأسبوع الثامن عشر حيلة جديدة وهي التثاؤب. ولا بد لكِ من الشعور بحركاته بعد إتقانه للحازوقة الأسبوع الماضي وازدياد حجمه ونشاطه على نحو يومي. وربما يمكنكِ أيضًا رؤية هذه الحركات من خلال الموجات فوق الصوتية! كما عليك مراقبة حركاته في هذه الفترة، مثل الالتفاف والرفس واللكم أو حتى الامساك بالحبل السري أو اللعب به.
قد تبدئين بالشعور بآلام الظهر المزعجة بسبب هرومون ريلاكسن الذي يعمل على إرخاء جميع المفاصل والأربطة لديكِ، بالإضافة إلى تأثير رحمك الذي أصبح بحجم البطيخة على توازنك.
لذا حاولي تخفيف هذا الألم من خلال استخدام مسند للقدمين لرفع قدميك قليلاً عندما تستريحين. كما يمكنكِ تخفيف ألم أسفل الظهر من خلل وضع قدم واحدة على مقعد منخفض عند الوقوف (إذا أمكن). بالإضافة إلى الراحة الكبيرة التي يمكنك التمتع بها من خلال الجلوس لبعض الوقت في حوض الاستحمام للتخفيف من شعورك بالانزعاج والقلق.
هل تعلمين أن قلبكِ أصبح يعمل من أربعين إلى خمسين بالمائة أكثر مقارنةً بما كان عليه قبل حملك؟ وإلى جانب الضغط الزائد على أوعيتك الدموية، فلا عجب في شعورك بموجات دوار متكررة. وعند حصول ذلك، حاولي تناول بعض الفاكهة أو الاستلقاء على جنبك لمساعدة دورتك الدموية على العمل بشكل جيد وتخفيف شعورك بالدوار.
قد تشعرين ببعض الخوف هذا الأسبوع وتتساءلين عن قدرتك على أن تكوني أمًا صالحة. ليس غريباً أن تراودك الشكوك بأنك قد أخذتِ القرار الصحيح بالإنجاب. لكن لا تقلقي، فهذا شعور طبيعي ولا يعني أنك لن تحبي طفلك أو أنك لن تكوني أمًا صالحة. فالحمل مرحلة شاقة من حياتك ومن الطبيعي أن تظهر لديكِ الشكوك. وفي أغلب الأحيان تشتد هذه المخاوف في الليل وفي حال لم تتمكني من النوم. وقد لا تتمكنين من النوم بسبب قلقك. وفي هذه الحالة تحدثي مع شريكك وشاركيه مخاوفك. ففي بعض الأحيان قد تحتاجين إلى قليلٍ من الاطمئنان لتشعري بالراحة. وحينها ستهدأ هذه المخاوف.
في حال شعرتِ بأي أعراض مقلقة فلا بد من استشارة طبيبتك في أقرب وقت ممكن.