اضطراب التوحّد هو أحد اضطرابات النمو التي تصيب الدماغ، والتي تتسبب بصعوبة في التواصل والمشاركة الاجتماعية لدى الطفل. ويُصيب اضطراب التوحّد شخصين من بين كل 1000 شخص حول العالم، وهو أكثر انتشارًا بين الذكور منه بين الإناث بأربعة أضعاف. وتمثل هذه نسبة انتشار أعلى مما كان يُعتقد سابقًا، ومع بدء الطب بفهم هذا المرض المعقّد، أصبح من المحتمل أن تكون بعض جوانب المرض موجودة لدى كلّ الناس. ورغم أن السبب الدقيق للإصابة باضطراب التوحّد ما يزال غير معروف، فإنّ ما نعرفه بالفعل هو أنه لا يحدث بسبب مشكلات بيئية، مثل كيفية تربية أبنائنا أو إصابات الولادة، كما أن الاعتقاد بأن كافة الأطفال المصابين باضطراب التوحد متبلّدو المشاعر أو لا يتجاوبون مع العالم اعتقاد خاطئ. وكما يشير الاقتباس التالي، فإنّ هذا المرض أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير…
“إن الصورة النمطية عن الطفل المصاب بالتوحّد التي عادةً ما تصوّر طفلًا يجلس وحيدًا في زاوية ويؤرجح جسده إلى الأمام والخلف، أو تشير إليه كشخص غير قادر على التعبير عن عواطفه هي صورة غير صحيحة بالضرورة. فمن المعروف الآن أن اضطراب التوحّد يعدّ “طيفًا” ويمكن أن يتباين بشكل كبير في مظاهره.” -دكتورة فيبها كريشنامورثي.
أعراض اضطراب التوحّد
تتأثر ثلاثة جوانب رئيسية باضطراب التوحّد لدى كافة الأطفال المصابين به:
- اللغة: عادة ما يكون النطق والفهم متأخرين. وقد يكون نطق الطفل غير طبيعي، كأن يكرّر الكلمة أو الجملة نفسها مرارًا وتكرارًا، أو يكرّر السؤال الموجَّه إليه. وقد يجد الطفل صعوبة في استخدام اللغة بصورة هادفة، مثل بدء المحادثات أو توجيه أسئلة ذات صلة بالسياق.
- المشاركة الاجتماعية: عادةً ما يكون الطفل المصاب باضطراب التوحّد أقلّ ميلًا للمشاركة الاجتماعية من أقرانه. وقد يفضّل اللعب وحده، كما أنه قد يواجه صعوبة في التواصل البصري مع الآخرين. وقد يكون لديه أيضًا مشاكل في تبادل الأدوار، مثل تقاذف كرة مع شخص ما.
- السلوك غير الطبيعي: قد يكون لدى الأطفال المصابين باضطراب التوحد حاجة التماثل. فقد يكون من عاداتهم القيام بأمور محدّدة بصورة محدّدة، مثل تفضيل أن يكون لديهم روتين يومي أو ترتيب ألعابهم بنفس الطريقة. وفي حال تغيرّ هذا الروتين، فسيكون ذلك مزعجًا للغاية لهم، وعادة ما يكون ذلك غير منطقي على الإطلاق بالنسبة لآبائهم، وقد يسبب لهم القلق الشديد. كذلك قد يظهر الطفل سلوكًا متكررًا، مثل هزّ الجسد أو الدوران أو الرفرفة باليدين أو مراقبة الأضواء.
ولا يشترط وجود كافة الأعراض السابقة لتشخيص الطفل باضطراب التوحد.
علاج اضطراب التوحّد
على الرغم من عدم توفر أي علاج لاضطراب التوحّد، إلا أن التشخيص المبكّر من قبل أخصائي متخصص أمر بالغ الأهمية، ذلك أن التدخل السلوكي والتربوي المبكر قد يعمل على تحسّن الحالة. ومع تلقّي المساعدة، يمكن لكافة الأطفال المصابين باضطراب التوحّد تقريبًا إحراز تقدم والتمتع بحياة مُرضية. للحصول على المساعدة والمشورة، بإمكانك زيارة http://www.jacenter.org/