إعتام عدسة العين لدى الأطفال هي حالة تكون فيها عدسة العين معتمة وضبابية، إما بشكل جزئي أو كلّي. وقد تكون هذه الحالة خلقية تظهر عند الطفل منذ الولادة، أو قد تحدث في مرحلة لاحقة. وقد تظهر هذه الحالة في عين واحدة (أحادي) أو في كلا العينين (ثنائي). وهناك العديد من أنواع إعتام عدسة العين. فبعض درجات الإعتام في العدسة تكون منخفضة نسبيًا ولا تؤثر على قدرة الإبصار. بينما تكون المشكلة في حالات أخرى أبرز وأوضح، وتؤدي إلى إعاقة البصر بشكل ملموس. وبحسب التقارير فإن معدل انتشار إعتام عدسة العين لدى الأطفال يتراوح بين 1 إلى 15 حالة لكل 10,000 طفل. وتتفاوت هذه النسب في مختلف المناطق حول العالم.
الأسباب والأعراض
تحدث مشكلة إعتام عدسة العين الخلقي لدى الأطفال المولودين حديثًا نتيجة عدد من الأسباب المرتبطة بالوراثة أو الالتهابات داخل الرحم أو لأسباب متعلقة بعملية الأيض أو السكري أو الصدمات أو الالتهابات أو ردود الفعل تجاه بعض العقاقير. كما قد تحدث هذه المشكلة في حال إصابة الأم بأحد الأمراض أثناء الحمل، مثل الحصبة أو الحصبة الألمانية، أو الفيروس المضخم للخلايا، أو فيروس الهربس البسيط أو الهربس العصبي، أو التوكسوبلازما. وتعد الصدمات أو الإصابات القوية من أكثر أسباب الإصابة بإعتام عدسة العين الأحادي شيوعًا في الدول النامية.
وتتفاوت أعراض الإصابة بإعتام عدسة العين بين طفل وآخر، وقد تتضمن:
- ظهور بقعة بيضاء في الصور، نتيجة بياض أو تعتيم عدسة العين
- ظهور الحول
- حالة تذبذب المقلتين اللاإرادي
- رهاب الضوء/حساسية الضوء
- تقريب الأشياء من الوجه للتمكن من رؤيتها
وقد لا تظهر أية أعراض عند بعض الأطفال، فيبدو أن الطفل بصحة جيدة وقدرة إبصار ضعيفة بعض الشيء. وكذلك الحال لدى الطفل المصاب بإعتام عدسة العين الأحادي، فقد لا تظهر عليه أية أعراض نظرًا لاعتماده على العين السليمة في كافة وظائف الإبصار.
العلاج
يحتاج الأطفال المصابون بحالة إعتام عدسة العين الخلقي منذ الولادة إلى رعاية طبية متخصصة. ويحتل توقيت الجراحة لعلاج هذه الحالة أهمية كبرى، إذ أن تراجع الإبصار الناتج عن إعتام عدسة العين يؤثر بشكل كبير على تطور جهاز الإبصار. ولابد في هذه الحالات من التشخيص والتدخل الجراحي المبكر لتفادي إصابة الطفل بحالة دائمة من العين الكسولة (amblyopia). وبالنسبة لحديثي الولادة المصابين بإعتام عدسة العين الأحادي، فلابد من إجراء الجراحة بأسرع وقت ممكن، عادةً خلال الفترة من 3 إلى 6 أسابيع بعد الولادة. أما في حالة إعتام عدسة العين الثنائي، فغالبًا ما تجرى الجراحة بين الأسبوع 8 والأسبوع 12 بعد الولادة.
وبخلاف الحال لدى البالغين، فإن إعتام عدسة العين لدى الأطفال حالة أكثر تعقيدًا، كما ترتبط بالكثير من الصعوبات التي لا تقتصر على وضع المريض خلال الجراحة، بل تتعدى ذلك لمرحلة تعافي وإعادة تأهيل البصر بعد الجراحة. وفي حالة الأطفال حديثي الولادة، تكون العين صغيرة جدًا بالإضافة إلى مرونتها العالية وانخفاض قوة الشد فيها مقارنة بعين الشخص البالغ. إلا أن التقدم والتطور في الأدوات الجراحية، بما في ذلك المجهر الجراحي والأدوات المتطورة ساهمت في تعزيز أمان ونسبة نجاح العمليات الجراحية المتعلقة بعدسة العين.
وبحسب عمر الطفل، من الممكن زرع عدسة (IOL) خلال الجراحة الأولية لعلاج إعتام عدسة العين – إلا أن هذا الإجراء غير متبع عادة لدى الأطفال الذين يقل عمرهم عن سنة واحدة، والذين يتم علاجهم بواسطة نظارات أو عدسات لاصقة دون زرع عدسة.
وفي مرحلة لاحقة، يحتاج الطفل إلى علاج يتضمن وضع رقعة على العين السليمة للمساعدة في علاج مشكلة العين الكسولة، الناتجة عن غياب المؤثرات البصرية التي تحفز العين المصابة.