إن العودة من المستشفى إلى المنزل بصحبة طفلك الجديد أحد أكثر الأوقات روعة في حياتك. فمن المستحيل أن تتفهمي هذا المستوى من السرور قبل إنجاب طفلك الخاص. وحتى خلال الليالي التي يبكي في الطفل ويبقى مستيقظاً، ستواصلين الاعتزاز بكل لحظة منها في نهاية المطاف. ومع ذلك، يعد دور الآباء ثانوياً عندما يتعلق الأمر بإطعام الطفل. ففي نهاية المطاف، للأم استعداد فطري يجعلها الأنسب لتقديم الطعام للأطفال. ولكن من المهم أن تتعلم كيفية التعامل مع هذه المهمة. فإنك لا تدري، فقد تشعر الأم بأنها ليست على ما يرام أو تحتاج إلى الخروج أو أن تحظى بقسط من الراحة.
لا تشعر بالإحباط
في كثير من الأحيان، يتجنب الآباء إطعام أطفالهم حتى دون القيام بأي محاولة، وخاصة حالما يرون ذلك الرابط القوي بين الأم والطفل وبالتحديد إذا ما أرضعته. لا ينبغي أن تشعر بالخوف عندما يحين وقت إطعام الصغير، فحتى الأمهات يحتجن لوضع برنامج معين مع الطفل. قد يحدث ملاكك الصغير ضجة في البداية، وربما يرفض تناول الطعام. لا تستسلم! فحتى الأجزاء الصعبة من تربية الأبناء تسهم في تأسيس رابط قوي مع طفلك. وكلما بدأت في تقديم يد المساعدة في إطعام الطفل في وقت مبكر يصبح الأمر أسهل. لذا، عليك أن تخطط لأخذ زمام مسؤولية إطعام الطفل، مرة واحدة على الأقل يومياً وذلك منذ ولادة الطفل.
الاستعداد المبكر
قد تستيقظ في صبيحة أحد الأيام لتجد أن الأم تعاني من السعال والعطاس قبل أن ينتهي بها الأمر طريحة الفراش بسبب الانفلونزا. وليس هذا هو الوقت المناسب لتعلم كيفية إطعام طفلك، فأنت لا تريد شخصين مريضين في المنزل. وإذا كان لديك أطفال آخرون، فإنه من المناسب أن تكون قادراً على إطعام طفلك، فأنت لا تعرف متى قد تضطر إلى القيام بمهام متعددة. وفي حال اعتماد طفلك على الرضاعة الصناعية، فسيكون قد اعتاد على الزجاجة الفعل. احرص على امتلاكك الخبرة الكافية لتحضير وجبة الحليب وتسخينها بالقدر المناسب، إلى جانب تحضير العديد من الزجاجات المعقمة في متناول اليد. كما ينبغي عليك أن تحرص على الجلوس من الأم أثناء إرضاعها للطفل، سواء كانت الرضاعة طبيعية أو صناعية، وذلك حتى يعتاد الطفل على رؤيتك أثناء تناوله الطعام.
أما بالنسبة للأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، فقد يتطلب الأمر من الأب مزيداً من الجهد. ومن الجيد شراء شفاطة حليب مناسبة حتى قبل ولادة الطفل، إذ ينبغي على الأم أن تبدأ في شفط الحليب في أقرب وقت ممكن بعد ولادة الطفل. ومن شأن هذا أن يضمن توفر كميات مناسبة من الحليب في الثلاجة، والتي ستكون متاحة حين يرغب الأب بالمساعدة في إرضاع الطفل. قد يمانع الأطفال المعتادون على الرضاعة الطبيعية شرب الحليب من الزجاجة، وذلك لعدم اعتياده على الحلمة المزيفة. وقد تحتاج إلى شراء بضعة أنواع من الزجاجات لمعرفة النوع الذي يفضله طفلك. ابدأ بتقديم حليب الثدي الموجود في زجاجة الحليب للطفل بعد أن يعتاد على برنامج جيد للرضاعة الطبيعية. وبهذه الطريقة، فإنك ستكون على استعداد لمد يد المساعدة في عملية الإرضاع في حال حدوث طارئ.
احضن طفلك!
كلما احتضنت طفلك بشكل أكبر، باتت كافة المهام أسهل. يحتاج طفلك لمعرفة كل شيء حولك، مثل رائحتك وصوتك ومظهرك. احضن طفلك الصغير كلما سنحت لك الفرصة، وتحدث إليه وغني له أيضاً. فإرضاع الطفل سيصبح أكثر سهولة كلما انخرطت في عمل الأشياء الأخرى.
بصرف النظر عن كيفية إرضاع الطفل، سواء من خلال الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، فإن مشاركة الأب ممكنة أيضاً. وحتى في حال اتخاذ القرار بتولي الأم مسألة الإرضاع، فعلى الآباء الاستعداد أيضاً، إذ يمكن أن يواجه الأبوين بعض العقبات، ولا تكون الأم قادرة على إرضاع الطفل في بعض الأحيان. لن يشعر الطفل والأب بضغوط وتوترات في حال كان الأب قادراً على إرضاع الطفل. وفي العصر الحديث، ازداد معدل انخراط الآباء في حياة أطفالهم المبكرة بشكل كبير، ويشكل إرضاع الأطفال تجربة رائعة قادرة على تعزيز الروابط بينهم.