يحار الأهل في كيفية التعامل مع أسنان الحليب (أوالأسنان اللبنية)، في حين يعتقد البعض أنه لا ضرورة لعلاج هذه الأسنان طالما أنها ستتبدل.
الإختصاصي في تقويم وتجميل الأسنان ومالك عيادة Medic8 في بيروت الدكتور فادي يعقوب يعلّق على الموضوع فيقول:
“إنَّ تأمين العناية بأسنان الحليب وحمايتها من التسوس، يؤدي في المستقبل إلى أسنان سليمة وصحية. مع العلم أنَّ ذلك يجعل سقوط الضرس أو السن في الوقت المناسب له، فيظهر البديل عنه في مكانه المناسب. لكن، عند خسارة أسنان الحليب باكراً سيؤدي ذلك إلى ظهور إعوجاج في الأسنان الأساسية لاحقاً”.
ويشدد الدكتور فادي يعقوب على أنَّ “تسوس أسنان الحليب لمدة تتجاوز الستة أشهر، تستوجب العلاج. لأن تركها من دون علاج يجعلها عرضة لدخول البكتيريا إليها، مما سوف لن يؤثر على سلامة السن أو الضرس الجديد، لكنه سيؤثر حتماً على سلامة الطفل. فقد اثبتت الدراسات أن البكتيريا الموجودة داخل الضرس، ستدخل إلى جسم الطفل أثناء تناول الطعام والشراب مسببة له بعض الأمراض. وثمة أنواع من البكتيريا التي قد تلتصق على شرايين القلب مسببة مشاكل مرضية خطيرة في قلب الطفل”.
معلومات لا بد من معرفتها
ويقدم الدكتور فادي يعقوب بعض المعلومات الهامّة التي تساهم في الوقاية من تضرر الأسنان الأساسية للطفل في ما بعد، وهي:
_ قبل عمر الثلاث سنوات، يجب أن لا يُسمح للطفل بتفريش أسنانه، بل على الأهل القيام بهذه المهمة عنه، وذلك من خلال شاشة تلف على الإصبع ويتم فيها تنظيف الأسنان. وهي كافية لنظافة الفم.
_ بعد تخطي الطفل أعوامه الثلاثة، يجب تعليمه كيفية تفريش أسنانه بواسطة فرشاة الأسنان، وبالطريقة الصحيحة وبكمية معجون أسنان قليلة جداً، لأنَّ الفليور الموجود فيه يتسبب بالأذى للأسنان.
_ تعويد الطفل على إتباع نظام حياتي يحميه من تسوس الأسنان؛ على سبيل المثال عدم تناول اي نوع من السكاكر أو الشوكولاتة بعد السابعة مساءً، وإستبدالها بالجزر والخيار والتفاح التي تشكل عامل تنظيف للفم.
_ عدم إعطاء الطفل الحليب بالزجاجة ليلاً والنوم وهي في فمه، لأنَّ هذه الخطوة تعتبر كارثية كونها تؤدي إلى تسوس شامل في أسنانه، فضلاً عن تضرر شكلها. مع الحرص على تقديم كوب من الماء للطفل بعد الإنتهاء من شرب الحليب ليلاً لتنظيف فمه.
_ كثرة تعاطي الطفل للمضادات الحيوية وهو في سن صغيرة، قد تسبب الضرر للأسنان الأساسية، ويظهر هذا الضرر على شكل بقع صغيرة ملونة. لذا، نشدد على عدم إعطاء الطفل هذه العقاقير عشوائياً ومن دون وصفة طبيب.
_ عند فقدان أي ضرس حليب قبل أوانه يجب أن يوضع مكانه ما يسمى بـ”حافظ المسافة”، لحفظ مكان للضرس الأساسي الذي سينبت مكانه. وذلك لتجنب مشكلة إعوجاج الأسنان لاحقاً.
_ كثير من الأطفال قد تكون لديهم عادات سيئة وهم في سن صغيرة، وأبرزها “مصّ الإصبع”، وهذه المشكلة يجب علاجها سريعاً، لأنها تسبب مشاكل في الفكين في ما بعد ومشاكل في “العضّة”، فتؤثر على طريقة اللفظ وطريقة البلع.
_ تعليم الطفل على أهمية تناول الأطعمة القاسية مثل قضم التفاحة، فالمضغ بطريقة صحيحة يؤدي إلى نمو أفضل للفكين.
_ أخذ العلم بأنَّ كل مشكلة يتم تداركها وأو علاجها في أسنان الحليب ستوفّر على الشخص علاجات كثيرة في الأسنان الأساسية مستقبلاً. وهو ما يسمى بـ “العلاج الوقائي”.