لا تقل أهمية الاعتناء بصحتك ورفاهك قبل الولادة عن أهميتها في فترة ما بعد الولادة. وبالتأكيد قد مررتِ بالكثير على المستويين الجسدي والعاطفي من ولادة رضيعك، وبالتالي سيحتاج جسدك وعقلك إلى الوقت للتأقلم مع هذا الوضع الجديد. وستُقدّم الرعاية لكِ ولرضيعك في المستشفى في الساعات القليلة الأولى أو قد تمتد لأيام في حال حدوث مضاعفات، والتي سيحدد لكِ طبيبك بعدها موعدًا لإجراء فحص ما بعد الولادة بعد مغادرتك أنتِ ومولدكِ الجديد المستشفى ومكوثكما في المنزل. وسيقوم طبيبكِ أثناء هذا الفحص بتفقد حالتكِ الجسدية لمعرفة ما إذا كنتِ تتعافين وكذلك فحص حالتك النفسية لمعرفة ما إذا كنتِ تعانين من الاكتئاب اللاحق للولادة.
قد تسبب الفترة التي تسبق الولادة مباشرة حالة من هيجان العاطفة والهدوء، الأمر الذي قد يبدو مربكًا، إلّا أن هذه الحالة تعد طبيعية بعد الإنجاب. فإن تضاعفت هذه المشاعر أو استمرت بعد أول يومين من الولادة فقد تكون إشارة على وجود حالة الاكتئاب اللاحق للولادة. وقد تشمل تلك الأعراض الشعور بالعجز أو الغضب أو الإحباط. وقد أفادت بعض الأمهات أيضًا عن شعورهن بالغيرة حيال رضيعهن. إذ تكون الهرمونات عادةً على غير مستواها الطبيعي وتحاول تعديل نفسها لتعود إلى مستوياتها السابقة لفترة الحمل، الأمر الذي قد يُحدث فوضى في العقل والجسد. ومن الممكن أن تشكل هذه الأوقات خطرًا على الأم وطفلها في حال لم يتم علاج حالة الاكتئاب اللاحق للولادة. فمن المهم التحدث مع طبيبك حول أية مشاعر سلبية قد تشعرين بها تجاه نفسك أو طفلك من أجل الحصول على العلاج المناسب.
سيتابع فحص ما بعد الولادة بعض الأمور مثل الطول والوزن وضغط الدم لديك، وسيتم فيه التأكد من انغلاق عنق الرحم واستمرار تقلص الرحم. وبما أن النزيف جزء طبيعي من هذه العملية بالكامل، فسيتأكد طبيبك أيضًا من عدم تعرضك للنزيف بشكل أكبر من الطبيعي والذي قد يشير إلى وجود التهاب. وتجد بعض النساء بأنه خلال وقت عودة الجسد إلى طبيعته يتعين عليهن البدء بتناول مكملات الحديد، كما يُنصحن بشدة بمتابعة تناول الفيتامينات السابقة للولادة حتى لا تخسر أجسادهن المواد الغذائية اللازمة أثناء تعافيها. كما لابد على النساء اللاتي خضعن للولادة القيصرية بدلًا من الولادة الطبيعة فحص مكان الجرح للتأكد من تعافيه ومن عدم ظهور علامات العدوى.
تعد فترة ما بعد الولادة وقتًا من المهم أن يتواجد به الزوجان مع بعضهما البعض، سواء لمساعدتك في رعاية رضيعكما أو إتاحة المجال أمامك لأخذ قيلولة أو منحك خمس دقائق لنفسك سواء للاستحمام أو الاختلاء، فعلى الرغم من كونها أمور بسيطة إلّا أنها قد تصنع الكثير من الفرق. ومن الطبيعي لنا كأمهات محاولة القيام بكل تلك الأمور والتي قد تؤدي بالتالي إلى الشعور بالإرهاق. لذا فإن وجود شبكة دعم قوية مفيدة جدًا، فمن المهم أن تحصل الأم الجديدة على قسط من الراحة عند الحاجة أو أن تعلم أن بإمكانها طلب المساعدة، أو أن لديها شخص عزيز أو أحد أفراد عائلتها ممن يمكنهم المساعدة، وتذكيرها بأنه لا يجب عليها القيام بكل الأمور لوحدها. ويكون هذا الأمر مهمًا بشكل خاص للمرأة