على الرغم من مرور أجيال كثيرة من الآباء الذين يخبرون أبنائهم بأن الجلوس على مقربة من شاشة التلفاز سيضر عيونهم، إلا أن هذه واحد من أكبر خرافات القرن الواحد والعشرين. وقد أثبت مختصون في مجال البصريات في جميع أنحاء العالم أنه لا توجد صلة بين قضاء عدد طويل من الساعات في مشاهدة التلفاز والتغيُّر في نظر طفلك. ولكن مما يستحق المعرفة هو أن هناك مشاكل معينة يمكن أن تنتج عن مشاهدة التلفاز لوقت طويل.
وقد اكتشف ديميتري أ. كريستاكيس، وهو أستاذ في طب الأطفال في كلية الطب في جامعة واشنطن، صلةً وثيقةً بين الأطفال الذين يشاهدون شاشة التلفاز لفترات طويلة جدًا (أكثر من ساعتين في اليوم) وبين إصابتهم بحالة قصور الانتباه وفرط الحركة حتى عمر 7 سنوات. ذلك أن مشاهدة التلفاز نشاط سلبي. ولا يتم تحفيز دماغ طفلك بينما يقوم بمشاهدة التلفاز، لذا لا يمكن لدماغه أن يتطور وينمو. ونتيجة لذلك، سيكون لديه الكثير من الطاقة التي لم تفريغها في أي شيء آخر ويمكن أن يصبح مفرط النشاط. كما تقود هذه النتيجة إلى قصور في الانتباه وصعوبة في التركيز في المدرسة في وقت لاحق من الحياة.
وللوقاية من حدوث هذا، تأكدي من قيامكِ بمقاطعة الوقت الذي يشاهد فيه طفلكِ الصغير التلفاز بأنشطة أخرى. قومي بجعله يمارس أنشطة معينة مثل الكتابة أو الرسم، أو اقترحي عليه أن يساعدكِ في المطبخ. إذ إن استخدام الأقلام والملاعق أمرٌ رائع لتطوير مهاراته الحركية الدقيقة وعضلاته. كما يمكنكِ مكافأته على عمله الصعب ببعض الوقت في مشاهدة التلفاز والذي استحقه بجهده؛ وتعتبر ساعة واحدة أكثر من كافية.
أحد المشاكل الأخرى التي يتسبب بها ترككِ لطفلك أمام التلفاز لفترات طويلة هو أنه لا يقوم بالاستكشاف والمغامرة في الخارج. حيث أن اللعب في الخارج أمر في غاية الأهمية لتطوير الإدراك العميق لدى طفلكِ. ويمرّن النظر إلى مسافات بعيدة عضلات عينه ويجعلها أقوى. وهو أمر لا يمكن أن يحدث إذا ظلّ عالقًا أمام التلفاز، لذا اصطحبيه في جولة لمشاهدة الطيور أو للمشي، وأشيري إلى الأشياء البعيدة عنه ليلاحظها.
لا يوجد إجابة محددة وواضحة لسؤال كم هي الفترة التي يجب أن يقضيها الطفل الصغير أمام شاشة التلفاز. ولكن أهم ما يجب أن تفعليه هو أن لا تعتمدي على التلفاز ليكون بمثابة جليس لهم، وتجنبي تشغيل التلفاز في غرفة مظلمة واطرحي عليهم أسئلة حول البرامج التي يشاهدونها لتحفيز أدمغتهم.
