في عصرنا الحاضر، تعود معظم الأمهات الجدد إلى العمل عندما يتراوح عمر طفلها من 3 إلى 6 أشهر. في الوقت الذي يعود جسمك إلى طبيعته وتبيتين قادرة على ارتداء تنورتك الضيقة المفضلة، وعندما تستبدلين الأحذية الجميلة ذات الكعب العالي بالأحذية الطبية المريحة والأحذية المنبسطة، وعندما تعيدين صبغ شعرك وتعدين برنامجًا للرضاعة الطبيعية، سوف يتوجب عليك أيضًا تجهيز طفلك للعودة إلى العمل! أو بالأحرى الذهاب إلى الحضانة!
سألنا مجموعة من المعلمين المختصين برعاية الأطفال الرضع، عن أفضل نصيحة يمكن أن يقدموها للآباء الجدد الذين سيضعون أطفالهم الرضع في الحضانة، وكانت النصيحة المبهرة هي “دعيه يبكي”!
هذا لا يعني بأن البكاء لا يؤدي دوراً مهماً، بل على العكس، فهو يعد وسيلة للتواصل. يُخبرنا أطفالنا عمَّا يضايقهم وعن حاجاتهم وعمَّا يريدون عن طريق البكاء. كما يعبرون أيضًا عن إحباطهم بواسطته. وإذا لم نعودهم على الشعور بالراحة من خلال إقلاق راحتنا أحيانًا، فإننا نكون بذلك قد أسأنا إليهم بشدة.
تقول آنا وهي معلمة في منطقة بوسطن: “علميهم الانتظار! فالأطفال الذين يعتادون على تلبية احتياجاتهم مباشرة عند بكائهم لن يعتادوا على الحضانة!” أما في الحضانة، حيث ترعى معلمتين 7 أطفال في قاعة واحدة، فسيتوجب على الأطفال الانتظار لتلبية جميع احتياجاتهم، من إطعام وتبديل الحفاضات والاحتضان. وقالت “ما أعنيه بأننا نحاول أن نرعى الأطفال ونؤمن احتياجاتهم بأسرع وقت ممكن، ولكن يجب على الأطفال أن يعلموا بأنها ليست نهاية العالم وبأن بكاءه وإلحاحه لن يجعلنا نهرع إليه مباشرة”.
غالبًا ما تشعر الأمهات الجدد بتأنيب الضمير عندما يبكي أطفالهن. وتقول جيني أم هاريسون ذو الخمسة أشهر “أنا أهرع إلى طفلي وأحمله عندما أرى فقط وجهه الحزين ويبدأ بقلب شفته استعداداً للبكاء”.
هذه المشاعر مفهومة، ولكن هنالك بعض الأمور التي يجب عليك أخذها بعين الاعتبار عندما يتجاوز طفلك مرحلة “الطفل حديث الولادة”، في حال وضعته في الحضانة أم لم تضعيه!
يمر الطفل بمراحل تطور متصلة ببعضها، والتي يصل إليها الأطفال في أوقات مختلفة، رغم تركيزنا الشديد على مراحل عمرية معينة نتوقع فيها إنجازات جديدة. عندما ينتقل الطفل من مرحلة عمرية إلى أخرى يكون هنالك فترة من الإحباط، تعد هذه الفترة ضروية لأنها تعطيه دافعًا قويًا. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يشعر الطفل بإنزعاج كبير ومفاجئ في مرحلة التمدد على بطنه قبل أن يتعلم الزحف. يشكل هذا الإحباط دافعًا ومحفزًا للطفل على الحركة. هنالك بعض فترات الإحباط المشابهة أيضاً قبل أن يتعلم الطفل المشي ويقدر على تكلم الجمل الكاملة والقراءة.
من أهم إنجازات الطفل تعلم القدرة على تهدئة نفسه، ولكي يتعلم هذه القدرة، عليك تركه منزعجًا لوحده بعض الوقت.يتكيف بعض الأطفال بشكل أسرع من غيرهم ويتعلمون هذه المهارة بسرعة، بناء على المستويات المختلفة من الحساسية والعوامل المبكرة للشخصية. ولكن تعد استجابة الشخص الذي يرعى الطفل من أهم العوامل. وفيما يلي بعض الأمور التي يمكنك فعلها إذا لاحظت بأن طفلك يبكي لأنه يحتاج تعلُّم تهدئة نفسه:
كوني صبورة مع نفسك ومع طفلك، فتعلم ترك طفلك يبكي دون مواساته أمر صعب. يجب عليك في البداية تعلم نسيان الموضوع. “يجب عليك تعلم خطوات التعامل مع الطفل لأنكما أنت وطفلك بحاجة إليها، وسوف تجنين ثمارها على المدى البعيد.