إن النوم لهو أمر ضروري لنمو وتطور الجسم فأثناء النوم، يستمد أطفالنا كامل نموهم ومعظم ما تعلموه. ويتم إطلاق هرمون النمو البشري أثناء نومنا وهو الذي يعمل على تنظيم نمو أطفالنا وتطورهم. وفي أحلامهم، ينشغل أطفالنا بالمشاكل التي تصادفهم أثناء النهار ويتم اختبار استراتيجيات المستقبل في مخيلاتهم.
فمن المنطقي إذًا أن نفعل كل ما بوسعنا لضمان أن يشعر أطفالنا بالراحة والاسترخاء والأمان والسعادة عندما يكونوا على وشك النوم ويوضعون بأمان في السرير.
وتعدّ قصص ما قبل النوم وسيلة ممتازة لتهدئة وتسكين أطفالكِ وإظهار مدى أهميتهم وكم هم محبوبون. وإن استغلال بعض الوقت في نهاية يوم طفلكِ في الجلوس معه لبضع دقائق فقط وإخباره بقصة، سيمنحه شعورًا بالأمان يرافقه في أحلامه ويمكّنه من الاسترخاء والنمو الذي يبعث على الراحة.
تعدّ قصص ما قبل النوم تقليدًا من تقاليد آبائنا وأجدادنا. ويتم توظيف أغاني وأساطير الأطفال لتوريث الحكمة من جيل إلى جيل. وقد تم استخدام النماذج البدائية والشخصيات من قصص الأطفال لقرون، وذلك لتعليم الأطفال الصواب من الخطأ ومنحهم التبصر في أساليب العمل والعجائب في العالم.
لا يمكن أبدًا أن تكون الهواتف المحمولة والشاشات بديلًا عن قراءة الأم أو الأب من كتاب ومشاركة الصور مع الطفل. وإن التفاعل البشري الحقيقي هو المفتاح لتطوير لغة الجسد والتواصل بالعين بالشكل الصحيح. ويقدم البالغون الذين يقرأون القصص نموذجًا حقيقيًا يحتذى به لأحد الأشخاص الذي يمكن للأطفال نسخه. وهذا شيء لا يمكن لأي شاشة منحه لطفلك.
لا تحتاج قصة ما قبل النوم إلى أن تكون من كتاب أو أن تكون قصة خيالية. فالأطفال يحبّون الاستماع إلى والديهم وهما يتحدثان، ويمكنك كذلك استغلال هذا الوقت كفرصة لإخبارهم عن يومكم. وأخبروهم عن الأشخاص المثيرين للاهتمام الذين رأيتموهم وقوموا بتوظيفهم في قصصكم الخاصة. وقد تقوموا باختلاق قصة توضح كيف يتصرفون في موقف ما. وربما يمكنكم أن تقصّوا عليهم قصة عن أميرة ما والأخلاق الحميدة التي تتحلى بها وما حدث لها من أمور ومواقف جميلة بناءً على ذلك. وإن خيال الطفل لانهائي ويمكنك تعليمه الكثير عن العالم فقط من خلال جعله فضوليًا ومُلحًا في طرح الأسئلة.