تستعرض مجلة “تايم اوت دبي كيدز” جدار التسلق الصخري الصديق للعائلة الكائن في نادي دوريل الرياضي في دبي.
مع أن الآخرين قد يعتبرون بأننا متهورين أو ربما حتى مقصرين، لكن قررنا أنا وزوجي أن نشجع شغف ابنتنا إذا كان هذا ما تحب فعله، ولا يمكن لأحد أن ينكر بأنها بارعة في التدلي رأسًا على عقب من إطار الباب. ولكن ينبغي أن يتم ذلك تحت أعيننا ورقابتنا.
أمر غريب
أدى بحث سريع على شبكة الإنترنت إلى اكتشاف بطل تسلق حقيقي من أبطال العالم فيما بيننا، وهو إيفان شايشكوفسكي، بطل العالم السابق في التسلق السريع من أوكرانيا. وبعد اعتزاله المنافسات الدولية، انتقل إلى دبي ليشغل منصب المدرب الرئيس في حائط دوريل للتسلق في مركز دبي التجاري العالمي، وبحكم منصبه كان إيفان الشخص المناسب لإعطاء إيفا بعض التدريب والتشجيع.
قد لا يكون إيفان قريبًا على الصورة النمطية له كبطل سابق من أبطال العالم، فهو شخص هادئ وحي الضمير، إلا أنه ينال إعجاب الأطفال بشكل مباشر من خلال سلوكه المحنك. كما استطاع إقناعهم بتسلق حائطه الصغير خلال دقائق وبدون تذمر. وبصدق، يبدو ذلك الحائط للعين غير المدربة كأداة من أدوات التعذيب في القرون الوسطى، ناهيك عن حذاء التسلق الخاص. ويمكن إدراك حجم الإنجاز الذي حققه عندما أرى طفلتي وهما تستعدان في أي صباح مدرسي اعتيادي!
وفيما بعد، شرح إيفان لإيفا أن الحبل المتصل حالياً بحزامها مشبوك بأعلى الجدار ثم يلتف نزولاً لها، مما يسمح له بالتحكم بصعودها وهبوطها بأمان. ولم يستغرق ربط هذا الحبل سوى جزءًا صغيرًا من الثانية، ومن الواضح أنها منشغلة جدًا بصعودها الوشيك لحائط التسلق الصناعي الأكبر في دبي، بما يحتويه من محامل اليدين والقدمين الملونة.
تسلق الجدران
وها هي ذا تبدأ في تسلق جدار الأطفال، وهو طريق صمم خصيصًا بمحامل متقاربة للأطفال الصغار. وعلى ارتفاع نحو أربعة أمتار، توقفت ونظرت إلى الأسفل باتجاهنا ثم عبر أرضية النادي، وأستطيع أن أجزم بأنها تحب ذلك وأنها تمتلك القوة لتسلق بضعة أمتار أخرى.
تسير الأمور على ما يرام، وها هي ترتفع عاليًا بإشارة من إيفان، إنها تشبه فتاة العنكبوت الأنيقة المتدلية من الأعلى. مع ذلك، وبمجرد وصولها هناك فإنها ستواجه خصمها اللدود، وهو حقيقة أن عليها التوقف عن التشبث بالحائط بشكل كامل، وأن تضع ثقتها الكاملة بإيفان ليتولى إنزالها، وهو الأمر اذي يتطلب بعض الإقناع من جانب إيفان. لكن بمجرد وصولها إلى منتصف الطريق، بدا الأمر وكأنها تستمتع بالنزول تقريباً بنفس القدر الذي استمتعت فيه بالصعود.
وتاليًا، كان دور ميلي، التي تبلغ من العمر سبعة أعوام، وأستطيع رؤية التصميم العميق باديًا على وجهها، إذ أنها لن تهزم من قبل شقيقتها المزعجة التي لم تتجاوز الأربعة أعوام. إنها تتسلق بمساعدة تعليمات إيفان، وهو أمر عظيم بالنسبة للتمييز بين اليمين واليسار، ومن الواضح أنها تكتسب المزيد من الثقة مع كل متر تقطعه.
النجاحات والانتكاسات
في الحقيقة يبدو الأمر ممتعًا جدًا، فبمجرد مرور الطفلتين بمزيد من المحاولات وشعورهما بالتعب الشديد بينما لا تزالان مربوطتين، فإنني ووالدهم سننضم إليهما ونحن متحمسين للصعود.
وذلك ليس كل ما أتوقعه، حيث يبدو أن التسلق مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتخطيط، وتفقد المسارات ومعرفة المكان الذي سوف تتوجه إليه لاحقًا، كما أنه يتطلب مستويات متوسطة من القوة واللياقة.
لا يستطيع الأطفال تصديق أنني أتسلق أيضاً! إنهم يحبون ذلك ويصرخون من الأسفل عندما يعتقدون أنني بحاجة لوضع يدي وقدمي بمحاذاة بعضهما، وهي ميزة أخرى أثناء تعلم اليمين واليسار، فيما عدا أن الشيء الوحيد الذي أستطيع التفكير فيه الآن هو الارتفاع الذي أبلغه والذي لا يمكن تصديقه!
إنني أنظر حول الجدار وأرى زوجين فرنسيين صغيرين يتعلقان دون بذل أي مجهود بينما يناقشان المميزات المحددة لكل مسار، وكأنهم غزلان جبلية رشيقة. عليّ القول بأن لوني أصبح أرجوانيًا عند تلك النقطة بسبب المجهود والعمل المضنيين على ذلك الارتفاع البسيط، ولكنني تمكنت من الوصول إلى القمة بتشجيع من الطفلتين، وذلك رغم افتقاري لمهارة الزوجين الفرنسيين.
عندما أنزلني إيفان إلى الأرض، وبدأت عائلتي بالتصفيق والهتاف، شعرت بإحساس مذهل بالإنجاز والفخر، ينبعث من كل جزء مني، وفي ذلك الوقت أدركت أنها لن تكون المرة الأخيرة التي سنأتي فيها للتسلق كعائلة.
إيجابيات التسلق
1. تحسين التوازن
2. تحسين المرونة
3. تحسين القدرة على التنسيق
4. تحقيق مستوى أفضل في مهارات الاستراتيجية والتخطيط
5. تحسين الثقة بالنفس
6. تمارين رياضية تشمل جميع أعضاء الجسم
7. نشاط يزيد من ترابط العائلة ويستطيع كل شخص الاستمتاع به.
مركز دبي لتطوير نمو الطفل-دبي
نُشرت هذه المقالة والصورة في تايم اوت كيدز في شهر نوفمبر 2014.
