تعاني العديد من النساء من تقلبات حادة في المزاج بعد الولادة، والتي تشمل البكاء والانفعال والإرهاق والقلق والأرق. وتعرف هذه المشاعر باكتئاب ما بعد الولادة، والذي يبدأ عادة خلال بضعة أيام من الولادة، ويستمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. لكن وعلى الرغم من هذه المشاعر السلبية، تظل الأم سعيدة بطفلها وتستمتع بالبقاء معه، ولكنها تتأثر بهذه المشاعر السلبية والحزينة في الوقت عينه.
تستمر هذه المشاعر السلبية، في بعض الحالات، لمدة شهر بعد الولادة وتشتد أعراض الاكتئاب، والتي تشخص على أنها اكتئاب ما بعد الولادة. يصيب هذا الاكتئاب من 10 إلى 20 بالمائة من الأمهات الجدد. ويمكن أن تصاب به الأمهات بعد الإجهاض أو ولادة طفل ميت، وقد يستمر لأشهر.
وفي حالات نادرة، يتطور هذا الاكتئاب إلى اضطراب نفسي بعد الولادة، وقد تتصرف الأم الجديدة بغرابة، أو ترى أو تسمع أشياءً غير موجودة. ومن الممكن أن تشكل خطراً على نفسها وعلى طفلها. تعد هذه حالة طارئة، لأنها قد تتدهور وتشكل خطراً على نفسها وعلى الآخرين.
عندما تدخل الأم في طور اكتئاب، تزيد احتمالية إصابة الأب بالاكتئاب أيضاً، لأن الآباء الجدد معرضون للإصابة بالاكتئاب بشكل كبير، سواء كانت زوجته مصابة أم لا.
الأسباب وعوامل الخطر
هنالك عدة عوامل جسدية وعاطفية وأخرى ذات صلة بأسلوب الحياة من شأنها أن تحفز اكتئاب ما بعد الولادة، وهي تشمل:
التغيرات الجسدية، والتي تتضمن:
العوامل العاطفية، والتي تتضمن:
تأثيرات أسلوب الحياة، والتي تتضمن:
من المهم جداً اللجوء إلى مساعدة الطبيب، في حال واجهتك المشكلات التالية:
يمكن مساعدة الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، لذلك لا يوجد أي مبرر لأن تعاني وحدك. تكلمي مع طبيبك فور شعورك بالأعراض المذكورة أعلاه، وخاصة في حال استمرارها لفترات طويلة. تكون هذه الأعراض طبيعية في الأيام الأولى، فمن الطبيعي أن تشعري بالإرهاق وبتقلب العواطف، ولكن ما تلبث هذه الأعراض أن تزول بعد فترة.