عدم الطلاقة الكلامية مرحلة تمر على كثير من الأطفال في مرحلة اكتساب اللغة. بمعنى أنه قد تحصل وقفات أو تكرارات لصوت أو أكثر أو كلمة أثناء الرغبة في الحديث. يتجاوز معظم الأطفال هذه المرحلة و لكن إذا استمر ظهور هذه الوقفات والتكرارات أو زادت حدتها وشدتها فهذه بوادر مشكلة حقيقية تستدعي استشارة أخصائي النطق واللغة
تعريف التلعثم:
يعرف التلعثم على أنه اضطراب في الطلاقة الكلامية يتميز بالعديد من السلوكيات التي تعرقل تدفق الكلام.
هذه السلوكيات تشمل:
١. تكرار الكلمة أو جزء منها – مثال: (سم – سم – سم – سمك).
٢. تكرار الجملة القصيرة – مثال: (ماهو- ماهو اسمك).
٣. وقفات مسموعة أو صامتة.
٤. تطويل في الصوت – مثال (س س س ساعة).
٥. إنشطار للكلمة – مثال: (سع – يد) .
٦. استخدام كلمات تعويضية – مثال: (أم – أه – أي – بتاع – عارف).
٧. الكلام مع الشد عند قول بعض الكلمات.
٨. اللف أو الدوران حول فكرة أو كلمة محددة.
وهناك بعض السلوكيات الثانوية مثل:
بعض الحقائق عن التلعثم :
وتختلف العوامل المؤثره على الكلام من شخص لآخر, هذه العوامل قد تشمل:
لو بدأ الطفل في تجنب الكلام لكي يتجنب التلعثم , سيؤثر هذا بالقطع على نموه الاجتماعي والانفعالي والتعليمي.
إن المراهقين لديهم قدرة أكثر على إخفاء التلعثم حيث لايعرف الآخرون أنهم متلعثمين ، وعلى الرغم أن هذا يبدو شيئاَ جيداَ ، إلا أن له عوامل سلبية . حيث إن إخفاء التلعثم يأخذ الكثير من الانفعال و الجهد الإدركي الناتج عن إحساس المتلعثم بالخزي.
وهذا سينعكس على قدرة المراهق على المشاركة بإيجابية في النشاطات المدرسية أو الحياة الاجتماعية. إن أفضل طريقة للتعامل مع المتلعثم ليس بأن نحاول أن نخفيه بل نواجهه مباشرة.
دور أخصائي علاج النطق واللغة
يقوم أخصائي النطق واللغة بتقييم الشخص المصاب بالتلعثم عن طريق أخذ معلومات عن تاريخ الحالة من أو الوالدين ، وعن طريق أخذ عينه كلامية ، يقوم بعدها باستخدام أحد الاختبارات لتحديد مدى حدة المشكلة . يتمثل دور الأخصائي في عملية العلاج في القيام بمساعدة المراجع على تعديل السلوكيات الثانوية ، من أجل تحسين مستوى الطلاقة (مثل تقليل سرعة الكلام ، البداية السهلة والنطق اللطيف للأصوات) أو تعديل التلعثم (مثل استخدام الإسترخاء وتقليل الحساسية من التلعثم…… إلخ) أو يمكن أن يستخدم تقنيلت مشتركة تجمع بين تشكيل الطلاقة وتعديل التلعثم.
كيف نعالج التلعثم؟
الهدف الأساسي من العلاج لكل الأطفال الصغار في عمر السنتين ونصف إلى الست سنوات هو مساعدة الطفل على أن يتكلم بطلاقة وذلك عن طريق تعليم الطفل أن يغير التوقيت و الشد في كلامه من خلال إعطائه النموذج أثناء اللعب أو الكلام داخل غرفة العلاج أو البيت. إن علاج هذه الفئة العمرية مؤثر بدرخة كبيرة ، فمع كثير كم الأطفال تكون النتيجة الشفاء التام عند حوالي الست سنوات.
لكن يمكن أن يزداد التلعثم لدى الطفل عند الكبر ، وتكون هناك صعوبة في إزالة التلعثم مع هؤلاء الأطفال الأكبر سنا من المراهقين. فتحسين الطلاقة يبقى الهدف الأساسي للعلاج مع إضافة بعض الأهداف الأخرى التي تساعد الطفل على النظرة الإيجابية لنفسه ولكلامه، حتى لو استمر التلعثم معه. كما يلعب الآباء دوراً محورياً في هذه العملية عن طريق تقبل مستوى قدرات الطفل الكلامية وعن طريق تقديم بيئة مدعمة للطفل سواء كان متلعثماً أو يتعلم كيف يتكلم بطلاقة.
هل هناك أشياء يمكن للآباء فعلها؟
من المهم أن نذكر أن اآباء لا يسببون التلعثم. ولكن يبقى أن نعرف أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن نفعلها لكي يتكلم أولادنا بطلاقة ، من الأمثلة على ذلك مايلي:
١. إعطاء النموذج للطفل:
زداد عدم الطلاقة عند الأطفال عندما يجدونأن كل المحيطين بهم يتحدثون بسرعة. حيث يحاول الطفل أن يحاكي من معه من أعضاء الأسرة (وبخاص الوالدين).
لذا يجب على الوالدين أن ينتبها لمعدل كلامهما ويحاولا جاهدين أن يخفضا من سرعة الكلام.
هذا إلى جانب التخفيف من الشد في الكلام وجعل المحادثة أكثر راحة. إحدى الطرق لعمل هذا هو إعادة قول الجمملة للطفل مرةأخرى بعدما يقولها مستخدمين معدل كلام بطيء مع إضافة معلومات جديدة.
مثال: لو قال الطفل “أنا أريد اللعب في الخارج” يمكنك أن تجيبه مستخدماً معدل كلام بطيء وتقول “أنت تريد أن تلعب في الخارج” (وقفة) “حقا هذا سيكون جميلاً” .
وهذا سيعطي للطفل مثالاً مباشراً حول كيف يمكن أن يتكلم بشكل أكثر سهولة و اكثر طلاقة باستخدام معدل الكلام البطيء.
٢. تقليل المتطلبات:
غالبا ما يشعر الناس الذين حول الطفل بعدم راحة عندما بتلعثم الشخص، يتولد من خلال هذا الشعور رغبة جامحة في مساعدة هذا الطفل على أن يتكلم ببطء أو أن يتوقف ويأخذ نفساً ويفكر فيما سيقوله . من الأفضل تجنب أي تصحيح أو طلب من الشخص أن يتكلم بطلاقة.
في العلاج، الأشخاص يتعلمون كيف يغيرون من كلامهم، ونحن نتعلم كيف نستجيب للطلاقة أو ندعم طلاقة الشخص بطريقة أكثر إيجابية. بعض الآباء يفتخرون بقدرة أطفالهم على حفظ القصص والأناشيد وغالبا ما يطلبون من الأطفال أن يظهروا هذه القدرات أمام أصدقائهم أو ذويهم. على الرغم من أن بعض الأطفال يسعدون بمثل هذه النشاطات إلا أن هذا النوع من الطلبات التي تتطلب أداء كلامياً تمثل ضغطاً كبيراً على طلاقة الطفل.
ومع أنه من المهم جداً أن تظهر الإعجاب بأداء طفلك ، وبفصاحة الأداء المتعلق بالكلام إلا أن الشيء الأكثر مساعدة أن تجد طريقة يظهر فيها قدراته وتكون أخف ضفطا على الكلام و الطلاقة مثال: الكلام مع بعض في جماعة أو الغناء.
يبقى شكل أخر من المتطلبات يتضمن استخدام اللغة المعقدة ، حيث يظهر الأشخاص عدم طلاقة أكثر عند استخدامهم عبارات طويلة أو مركبة.
عندما يتلعثم الشخص من الأفضل أن نقلل من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات طويلة أو مركبة “مثال: ماذا فعلت في المدرسة اليوم؟ “فبدلا من ذلك حاول أن تستخدم أسئلة تحتاج إلى إجابات مفيدة وسهلة. “مثال: شيء جميل أن الجو يمطر وأنتم في وقت الفرصة. ” أعط له الفرصة الكافية للاستجابة. إن الحكمة هي في أن تدير الموقف الكلامي للشخص بعناية في الوقت الذي يتحدث فيه بطلاقة
٣. تقليل الوقت الذي به ضغط على المتلعثم:
٤. الاستماع إلى المحتوى أكثر من الاهتمام بالطريقة:
يلفت المتلعثمون الانتباه إليهم عندما يتكلمون ، فيلتفت من حولهم إلى طريقة كلامهم أكثر من \ان يتلقوا الرسالة التي يريد أن ينقلها الطفل . وسرعان ما يعي المتلعثم هذا و الذي بدوره سيزيد من الإحساس بالعار أو الإحراج من الكلام. لكي نقلل من المشاعر السلبية ، أن يركزوا على الرسالة التي يجب أن يقولها الطفل ويستجيبون لها.
٥. تعامل مع التلعثم بأسلوب أكثر تقبلاً:
لا يريد أحد من الآباء أن يكون ابنه متلعثماً ولكن على الآ باء أن يتقبلوا أبنائهم وأن يتقبلوا تلعثمهم ، حيث تعتمد ثقة المتلعثمين في أنفسهم على قبول الآخرين ، وخاصة آبائهم. لذا من الضروري التخلص من المشاعر السلبية الناجمة عن عدم قبول الآخرين لهم . حيث يتعلم الشخص في العلاج الشخص أن يكون اكثر طلاقة ومع ذلك فإنه لن يتطور بنجاح لو أن لديه اتجاهات سلبية عن نفسه أو عن كلامه.
٦. اعتبار تعديل سلوك التلعثم مثل تعديل أي سلوك آخر:
فالآباء يقعون في حيرة أنهم لايدرون ما يقولون عن أبنائهم المتلعثمين وبخاصة حين يصاحب التلعثم شد أو تطويل. وبعض الآباء يقال لهم لا تلفتوا انتباه الأبناء إلى تلعثمهم حتى لا يزداد سوءاً.
نعتقد أن افضل طريقة لعلاج التلعثم هي في اعتبار سلوك التلعثم مثل أي سلوك صعب يكون في حياة الطفل (مثل عندما يتعلم الطفل ركوب الدراجة أو لوح التزحلق) . لو أن الطفل وقع أثناء تعليمه ركوب الدراجة فلن تحجم أنت عن تعليمه ومحاولة إزالة الخوف الذي عنده وأن ترفع من مهاراته وكفاءته.
وهذا بالفعل نفس الاتجاه الذي يجب أن نسلكه مع التلعثم، فاستخدم نفس أسلوبك هذا في تشجيع ابنك المتلعثم وبناء الثقة في كلامه. هذا أيضا يعينه على أن يتحدث بحرية ويشعر بالراحة في أن يعبر عن مشاعره ومخاوفه.