قد تكون مغادرة المستشفى أمرًا مثيرًا للأعصاب، خاصةً إذا كان هذا الطفل هو طفلك الأول. من المرجح أن تشعري بالتعب الجسدي والضغوطات العاطفية. تتوق بعض الأمهات الجدد إلى مغادرة المستشفى والعودة إلى دفء المنزل، خاصةً إذا كنّ يحظين بدعم جيد من أفراد العائلة الآخرين ومن الزوج. أما بالنسبة لأخريات، فإن ترك الفريق الذي يقدم الرعاية الطبية والمساعدة والنصح داخل المستشفى، وتولي مسؤولية العناية بالطفل الجديد على نحوٍ تام، يعد أمرًا مخيفًا. لكن، قد يكون هذا الإحساس عابرًا وينقضي بسرعة.
إن تدفق الزوار المهنئين الذين يرغبون برؤية طفلك الجديد من مشكلات مغادرة المستشفى. ويمكن لهذا الأمر أن يكون وقتًا جميلًا، ولكن مرهقًا جدًا كذلك، وأن يقطع الوقت الذي تستغليه لتعزيز روابطك مع طفلك الجديد، واعتمادك نظامًا معينًا لإطعامه، ناهيك عن إرهاقكِ. من الحكمة التقليل من عدد الزوار خلال الأسابيع الأولى حتى تعطي الأولوية للتركيز على نفسك وعلى طفلك.
ينام الأطفال الجدد بمعدل ثماني عشرة ساعة يوميًا، ولكن بشكل متقطع وليس لفترة طويلة. لذا فمن الجيد أن تحاولي الاعتياد على النوم، أو على الأقل أخذ قسط من الراحة، عندما ينام طفلك. يمكن للأعمال المنزلية الانتظار، وحاولي الحصول على أكبر قدر ممكن من المساعدة، حتى تتمكني من استعادة قواكِ. من المرجح أن يكون نومك متقطعًا خلال الثمانية إلى اثني عشر أسبوعًا الأولى على الأقل، لذا اعتادي على الراحة عندما تستطيعين ذلك.
قد تبدو مهمات مثل تحميم الطفل في المنزل للمرة الأولى أمرًا شاقًا؛ لذا لا تشعري أن عليك الإسراع. سيكون طفلك على ما يرام إذا ما غسلتيه بالماء خلال الأيام الأولى بعد الولادة بينما تستجمعين ثقتك.
إذا كان لديك أطفال آخرين في المنزل، فسيكونون متحمسين أو يشعرون بالغيرة بعض الشيء من القادم الجديد، مما يضيف تحديًا جديدًا أمامك. إن من الجيد اتخاذ الترتيبات للمساعدة في تسلية الأطفال الآخرين والاعتناء بهم خلال الأيام القليلة الأولى، ولكن لا تنسي منحهم بعض الحب والاهتمام، والسماح لهم ببناء علاقة مع أخيهم الجديد.
قد تشكل الأيام القليلة الأولى مع طفلك الجديد في المنزل تحديًا، ولكن ما دمتِ تعتنين بنفسك وتتقبلين عروض المساعدة متى استطعت، فإن حياتك ستستقر قريبًا على نظام معين وستبدو أقل إرباكًا.