قد ينظم المعلومون نشاط للرسم لملء جزء من الجدول الدراسي، ولكن ما اكتشفه معظم المربون هو أن الرسم بات أكثر من مجرد نشاط بسيط، فهو طريقة لجعل الأطفال يقومون بالكثير من الأشياء المهمة، مثل نقل الأفكار، والتعبير عن مشاعرهم، واستخدام حواسهم واستكشاف اللون، واستكشاف عملية الرسم والمخرجات، وتطوير أعمال وتجارب جمالية مرضية.
هل هم صغار جدًا على الرسم؟
يستطيع الأطفال الصغار غمس أصابعهم في مزيج من الدهان ونثره على طاولة أو صينية. يكون الأطفال العديد من الروابط والأفكار عن آلية عمل الرسم بالنسبة لهم، وما الشيء الذي يشعرهم بالمتعة بشأنه. راقب طفلًا وهو يرسم وسوف ترى كيف سيكون منهمكًا. ويمكننا رؤية أفكار الأطفال وهم يرسمون، مثل: “عندما أضغط على فرشاتي لتصبح مسطحةً فإن خطي يصبح أكبر”، أو “أنا أحب تحريك هذا، ولكنني لا أريد أن أضعه على ورقة أو أن ألمسه”، أو “عندما أمزج المزيد من اللون الأحمر مع اللون البرتقالي فيمكنني الحصول على اللون الأحمر الناري”!
بينما نستمع ونراقب، قد نبدأ بفهم الطريقة التي يتصور بها طفل عالمه، وفهم قدراته التنموية وحاجاته واهتماماته.
قدمي لطفلك خبرات رسم قيمة
غالباً ما تكون عملية الرسم اللطيفة ممتعة للأطفال الصغار. الشيء الأكثر أهمية، هو الإحساس المرضي بالرسم مرارًا وتكرارًا، ربما باستخدام فرشاتين أو باستخدام أصابعهم. يصبح الأطفال أكثر تركيزاً على رسم أشياء ذات معنى وعلى إيصال أفكارهم مع تقدمهم في العمر.
يحتاج الأطفال الصغار إلى أوراق كبيرة ليحظوا بحرية الحركة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الفرش ذات الأحجام المختلفة لكي يجربوا استخدامها. ضعي في اعتبارك إعطاء أطفالك كمية صغيرة من الدهان، لتحدي من حوادث السكب، ويتمكنوا من مزج الألوان دون إتلاف عبوات الدهان الكبيرة. يزود مزج الألوان أطفالك بعدد لا محدود من الاكتشافات.
يجب أن تتناسب مناطق الرسم مع قدرات طفلك الجسدية، إذ يجب أن يكون ارتفاع فالمحامل مناسبًا، أو يمكنك استخدام المنصات المتينة التي يتم وضعها على الارتفاع المناسب. أبعدي الكراسي بعيداً عن الطاولات للسماح للأطفال بالوقوف والرسم متى أرادوا ذلك. يمكن حمل الأطفال صغيري السن في الحضن أو يمكنه الجلوس على الأرض مع شخص بالغ.
الأحاديث المفيدة
الاستجابة لرسم طفلك وتشجيعه هو أمر مهم، ولكن راقبي أولاً ما إذا سمح الطفل لك بإجراء الحوار. قد يكون وصف ما يمكنك رؤيته طريقة جيدة للبدء؛ مثل أن تقولي: “يمكنني أن أرى خطوطًا زرقاء طويلة ودوائر برتقالية في لوحتك”. انتظري حتى تري ما إذا كان طفلك سيستجيب، إذ قد يرغب بمشاركة المزيد معك أو العودة للوحة، وتذكري أن المقاطعة قد تؤثر على عملية الرسم.
عندما يبدو الأطفال مستعدين للمشاركة، فكري في أسئلة تحفز تفكيرهم. “أرى أنك استخدمت اللون الأحمر والأصفر، فما الألوان الأخرى التي قد تستخدمها وأين سوف تضعها؟” أو “هذا الجزء من ورقتك مليء بالنقاط الوردية والبيضاء، ما الذي ترغب فعله بلوحتك لاحقاً؟”، أو “ماذا ستفعل بلوحتك بعد الانتهاء من رسمها؟”
مركز تطوير قدرات الأطفال – دبي