تخيلي أنك تستمتعين بيومك مع عائلتك في أحد المجمعات التجارية وغفلت عن مراقبة طفلك لجزء من الثانية، ثم نظرت إلى جانبك فوجدته قد اختفى. إن ذلك أسوأ ما قد يمر به الآباء، ومن المؤكد أنك لن تتمكنين من التوقف عن الفزع إلا عند العثور على طفلك والتحقق من سلامته.
إن ابتعاد الطفل عن أبويه (الهرب) في الأماكن العامة من أكبر المشاكل التي تواجه الوالدان، ومن حسن الحظ أن فرصة حدوثه تقل مع ازدياد عمر الطفل. إلا أن الحال يكون مختلفًا إذا كان طفلك مصابًا بالتوحد أو تأخر النمو لسوء الحظ، وقد تزداد المخاطر على سلامته كلما ازداد عمره وأصبح أكثر حركة، وذلك حسب شدة الاضطراب الذي يعاني منه.
إلا أن هناك بعض الأمور العملية التي يمكنك القيام بها للمساعدة في التأكد من عدم ابتعاد طفلك عنك عندما تغفلين عن مراقبته ومنها ما يلي:
1) تحديد دوافعه للابتعاد
يعد هذا المفتاح الأساسي لهذه المشكلة. فعادة ما يبتعد الأطفال المصابون بالتوحد أو تأخر النمو لمحاولة الوصول إلى غرض ما أو القيام بفعل يعدّونه مسليًا، أو لتجنب أمر ما. احتفظي بمذكرات تدونين فيها الحالات التي ابتعد طفلك عنك فيها وحاولي تحديد سبب حدوث كل منها.
2) وضع إجراءات وقائية
بعد أن حددتِ دوافعه، عليك البدء باتخاذ إجراءات وقائية. ثمة 5 أنواع مختلفة معتادة من الإجراءات الوقائية التي يمكنك اتخاذها، وسيكون عليك اختيار الأنسب منها لطفلك وحالته:
• التعزيز غير المشروط: إذ يتم استخدام جدول زمني يوفر الغرض المطلوب على فترات منتظمة. فعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك يبتعد عنك لمحاولة الحصول على نوع محدد من الطعام، فبإمكانك التحقق من توفير هذا الطعام له على فترات منتظمة.
• التعزيز التفاضلي لسلوك آخر: توفير غرض مفضل لدى الطفل (مثل لعبة أو طعام) في كل مرة لا يهرب الطفل فسها لمدة محددة من الزمن.
• التعزيز التفاضلي لسلوك بديل: توفير غرض مفضل لدى الطفل عند قيامه بسلوك بديل مرغوب مثل المشي بدلًا من الركض.
• التدريب على التواصل الوظيفي: ويضم تدريب طفلك على إخبارك بما يريده بدلًا من محاولة الوصول إليه بنفسه.
• التلاعب السابق: أي تغيير البيئة المحيطة لخفض فرصة حدوث شيء ما أو جعل الهرب خيارًا غير متاح.
3) التعاون مع الطبيب النفسي
بعض الخيارات المذكورة أعلاه ستتطلب التعاون مع طبيبك النفسي للقيام بالتدخلات السلوكية المناسبة لطفلك. وعادة ما يتم استخدام مجموعة من هذه الأساليب لضمان وضع خطة كاملة وشاملة للوقاية. وعلى طبيبك النفسي العمل على تعليم طفلك بعض مهارات السلامة الأساسية. كما ننصحك بتعلم مبادئ الإسعاف الأولي والتنفس الاصطناعي.
وأخيرًا، من المهم طلب المساعدة من المجتمع والسلطات المحلية لمساعدتك في متابعة طفلك في حال ابتعاده عنك. أخبري الشرطة والأشخاص في منطقتك بمعلومات الاتصال بك وأخبريهم بحالة طفلك، بما في ذلك أي سلوكيات محددة يجب الانتباه لها أو الاستعداد للتعامل معها.
