تغيرات الحالة العاطفية والنفسية أثناء الحمل

Spread the love

تمر المرأة بالعديد من التغيرات البيولوجية والنفسية خلال فترة الحمل، والتي تبدأ منذ فترة الإخصاب إلى ما بعد الولادة، وتؤثر هذه التَغَيُرات على حياة المرأة الحامل العملية والإجتماعية والزوجية، كما أن لها تأثيراً مباشراً على الجنين، كأن يصبح عصبياً وعنيداً ويعاني من حالات الربو والحساسية وقد تصل إلى حدوث تشوهات خلقية لا سمح الله، وفي موضوعنا هذا نُقدِّم لكِ أهم تغيرات الحالة العاطفية والنفسية أثناء الحمل وكيف تتأثر بالهرمونات: 

تغيرات الحالة العاطفية والنفسية أثناء الحمل:

يُقسِّم العلماء فترة الحمل إلى ثلاث مراحل بحسب التقلبات النفسية التي تمر بها المرأة الحامل، وهي:

  • المرحلة الأولى: من الشهر الأول وحتى الشهر الثالث من الحمل، وهي أكثر المراحل صعوبة، فتصاب المرأة بما يسمى بإكتئاب الوحام، حيث تكون حساسة وعاطفية وسريعة الإنفعال مع التقلب في الإنفعالات فتضحك بسرعة وتبكي بسرعة، وترتفع لديها نسبة التوتر والقلق لإزدياد إحتمالية الإجهاض خلال الأشهر الأولى؛ وقد لاحظ العلماء أنه كلما زادت الأعراض الجسدية المصاحبة للحمل كالغثيان، زاد تأثير هذه المرحلة على الحالة النفسية للمرأة، بسبب ما يفرزه الجسم من هرمونات تعمل على إرتخاء العضلات اللينة ومنها عضلات المعدة فتصبح غير قادرة على الإحتفاظ بالأطعمة والعصارة.

وأنتِ كحامل بحاجة في هذه المرحلة لتقبل موضوع الحمل، فكلما كانت رغبتكِ وإستعدادكِ للحمل أعلى كان تقبلكِ لهذه المرحلة أفضل، وعليكِ أن تكوني سعيدة لحدوث الحمل، وأن تراجعي الطبيب وتلتزمي بتناول الفيتامينات الموصوفة لكِ، وإعلمي أنه ليس هناك حاجة للتوتر أو القلق المفرط وغير المبرر إذا إلتزمتِ بتعليمات الطبيب، كما أنكِ بأمس الحاجة للدعم النفسي خصوصاً من الزوج، تحدثي معه حول التغيرات التي تصاحب الحمل ليتفهم أن تقلبات المزاج خلال هذه المرحلة أمر طبيعي ويحدث لمعظم السيدات، وحاولي التأقلم مع التغيرات العاطفية والإنفعالية والجسدية التي تمرين بها.

  • المرحلة الثانية: من الشهر الرابع وحتى السادس من الحمل وتكون هذه المرحلة أسهل عند معظم السيدات لزوال الأعراض الجسدية المصاحبة لبداية الحمل، حيث يصبح ضخ الدم لمنطقة الحوض أعلى لذا تزول أعراض الغثيان، ويزول التوتر والقلق لثبوت الحمل، وتقل الحساسية في منطق الثدي فتصبح رغبتها في العلاقة الحميمة أعلى، وتبدأ بالتفكير بدورها كأم وحصر الخيارات فيما يخص العمل بعد الولادة مما يؤدي إلىعبء نفسي بهذه المرحلة، إلا أنها تبقى أسهل المراحل التي تمر بها الحامل.
  • المرحلة الثالثة: من الشهر السابع وحتى التاسع من الحمل، يعود التوتر والضغط النفسي مرة أخرى بحيث يبدأ التفكير بآلام الولادة وكيف سيكون الطفل المولود وإذا كان يعاني من أي تشوهات وإمكانية موت الطفل، كما تعاني في هذه الفترة من مشاعر متناقضة بحيث تود أن تنتهي من رحلة الحمل التي أتعبتها من جهة وحزنها على إنفصالها عن الجنين من جهة أخرى، وما يميز هذه المرحلة كثرة النسيان وعدم مقدرتها على التركيز بسبب هرمونات الحمل.

وأنتِ كحامل عليكِ أن تمارسي الأمور التي تزيد من ثقتكِ في نفسكِ، لاسيما بأنكِ تشعرين بتغير شكل جسمكِ مما يدفعكِ للتفكير بأنكِ أقل جمالاً، إستمعي لنبضات قلب الجنين وحاولي التواصل معه، أطلبي مساعدة من حولكِ لتجهيز مستلزمات الولادة والطفل، سجلي في إحدى الدورات المخصصة التي تهيئكِ لتجاوز مراحل المخاض كما ستساعدكِ على رسم صورة منطقية لما يحدث خلال الولادة وبالتالي تقلل من نسبة إصابتكِ بإكتئاب ما بعد الولادة؛  ويكون دور الزوج مهماً في هذه المرحلة، فعليه تجنب التعليق بطريقة سلبية عن جسم الزوجة الحامل، كذلك فإن التواصل الجنسي خلال هذه المرحلة يزيد من إكسابكِ ثقة بنفسكِ بحيث تشعرين أنكِ مرغوبة وأن زوجكِ لا يحاول الإبتعاد عنك.

وبالنهاية فإنه يجدر بنا الإشارة إلى أن الأطباء دائماً ما ينصحون الحامل بالإهتمام بالغذاء الصحي خلال فترة الحمل، فقد تؤثر الحالة العاطفية والنفسية للمرأة الحامل على شهيتها مما يعود بالأثر السلبي على كلٍ من الأم وجنينها، وكل ما عليكِ فعله إتباع النصائح السابقة لتجاوز رحلة الحمل بصحة جيدة وحالة نفسية سعيدة.

 

Welcome to Baby Arabia