العض

Spread the love

يمر العديد من الأطفال الصغار بمرحلة العض، إذ قد يعضون الأبوين أو أطفال آخرين، ومع أن هذا الشيء قد يكون مثيرًا للقلق ومحرجًا إلا أنه أمر اعتيادي، ومن المهم التعرف على كيفية التعامل مع هذا الوضع في وقت مبكر. هنالك العديد من الأسباب التي قد تدفع الأطفال للعض، وسنستعرض فيما يلي بعض هذه الأسباب والطريقة الفضلى التي يجب اتباعها للحد من هذا السلوك في المستقبل.

لماذا يُقدم الأطفال على العض؟

قد يقدم الأطفال الصغار على العض إذا شعروا بالخوف أو الإحباط، أو عند إحساسهم بمشاعر قوية لا يعرفون كيفية التعامل معها بالطريقة المناسبة. يحتاج الأطفال الصغار إلى طريقة للتعبير عن مشاعرهم، وذلك يدفعهم لسلوك العض، إذ أنه من غير المألوف أن يكون الدافع وراء ذلك السلوك الحقد أو إلحاق الضرر عمدًا. يشعر الأطفال الصغار سريعاً بالتوتر، وهو ما ينتج عن أشياء قد تبدو مجرد أمور تافهة للراشدين، فقد يؤدي سفر أحد الوالدين خارج المدينة، أو تغيير عادات العناية بالطفل إلى إحساسه بالقلق والخوف. وفي كثير من الأحيان، قد يشجع الأب أو الأم أو الشخص الذي يعتني بالطفل، الطفل على التوقف عن البكاء وعدم الشعور بالحزن، بحسن نية، إلا أن ما يحتاجه الأطفال فعلاً هو البكاء وأن يُحضنوا، حتى تتمكن أجسامهم الصغيرة وعقولهم من التخلص من التوتر. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي الشعور بعدم القدرة على التواصل إلى إقدام الطفل على عض طفل آخر، وهي طريقة يعبر الطفل من خلالها عن إحساسه بعدم الراحة لوجود ذلك الطفل على مقربة منه.

ماذا تفعلين عند إقدام طفلك على العض؟ 

بدايةً، حافظي على مشاعرك تحت السيطرة، إذ أنك قد تشعرين بالإحباط والغضب والانزعاج والإحراج والقلق، أو بأحد تلك المشاعر. جميع تلك المشاعر مشاعر طبيعية، إلا أن الاستجابة لها وأنت منفعلة لا تكون فكرة جيدة في العادة، لذلك احرصي على تهدئة نفسك بأن تعدّي إلى العشرة وتأخذي نفساً عميقاً قبل أن تُظهري ردة فعلك. 

تحدثي بصوت جاد ولكن دون أن تصرخي أو تغضبي، وقولي له: “العض ممنوع”، و”العض يؤذي”، وعلقي على ما يشعر به الطفل الآخر، واجعلي ذلك قصيرًا وبسيطًا وواضحًا. 

وبعد ذلك، وجّهي انتباهك للطفل الآخر. عندما يعض الطفل، غالباً ما يلتفت الراشدين له أو لها، وهو سلوك سلبي في العادة، إلا أنه لا يزال معززًا جدًا للعض، وقد يؤدي إلى استمراره بدلًا من إيقافه. وعندما يحوّل الآباء انتباههم وطاقتهم للطفل الذي تعرض للعض، فإنهم يوصلون رسالة واضحة بأن العض لا يؤدي إلى الحصول على المزيد من الاهتمام، بالإضافة إلى أن إظهار الاهتمام والتعاطف نحو ذلك الطفل، يعلّم أطفالهم التعاطف مع الآخرين. 

ساعدي طفلك على التقدم. اسأليه: هل تود اللعب الآن؟ إذ أن ذلك قد يساعد في القيام ببعض الأنشطة مثل اللعب بالصلصال أو الرسم أو اللعب بالرمل أو الماء، مما يسمح لهم بإطلاق طاقاتهم بطرق بناءة، ويساعدهم على الاسترخاء. 

لا يجب السماح للطفل الصغير الذي عض طفلاً آخر، وتسبب بتعرضه للأذى، أن يلعبا سوية، إلا إذا أراد كلاهما ذلك. 

 

إياك أن تعضي طفلاً كي تعاقبيه على عض الآخرين، إذ أنك بذلك تعلميه أن العض أمر مقبول. 

تذكري أن تعلّم سلوك جديد يتطلب وقتًا، لذلك قد يلجأ طفلك الصغير للعض من جديد، مما يحتم عليك مراقبة وقت اللعب عن كثب. وقد يساعدك أيضًا تكرار نفس الكلمات (العض ممنوع، العض يؤذي)، بطريقة متسقة قدر الإمكان، على تأكيد رسالتك.

 

Welcome to Baby Arabia